أنور السادات >
لا شك في أن قرارات أنور السادات السياسية السريعة والمفاجئة قد خلقت له تيارا شديد العداء من كافة طبقات الشعب الدينية والسياسية والعلمية والفنية وخصوصا بعد اقدامه على اعتقال شخصيات هامه دينيـــــه وصحفيه وقيامه بطرد العديد من أساتذة الجامعات الفاعلة وتسريحه قدر من الصحفيين من أعمالهم . كل هذا حدث قبل أشهر قليلة من أغتياله .
ففي كل عام من شهر أكتوبر يأمر أنور السادات باقامة عرض عسكري كبير احياء لذكرى حرب أكتـــوبر الذي انتصر فيها الجيش المصري العظيم في عام 1973 م . وقد أقيم ذلك العرض حسب ما أعد له في عــام 1981 م وحدثت المفاجأة التى أذهلت العالم حيث أغتيل أنور السادات بشكل لم يسبق له مثيل .
فقد قام بالتخطيط لعملية الاغتيال بدقة متناهية شخص يدعى عبدالسلام فرج ونفذها أربعة هم (خالـــــــد الاسلامبولي – عطا طايل- عبد الحميد عبدالسلام – حسين عبدالسلام ) وقد استغرقت عملية الاغتيال مدة لا تزيد عن دقيقة واحدة راح ضحيتها أنور السادات ومعه 7 ممن كانوا قريبين منه في منصة العرض وأعتبـر هذا الاغتيال أسرع اغتيال في التاريخ المعاصر ولكن كيف تم ذلك الاغتيال ؟
كيف تم اغتيال أنور السادات !!
في 6 من أكتوبر من عام 1981 م أستعدت مصر بأكملها لاحياء يوم النصر باقامة العرض العسكــــري السنوي الذي يشارك فيه رئيس الجمهورية وقادته والقوى العسكرية الفاعلة . وفي بداية الحفل جلس فحامة الرئيس أنور السادات بالزي العسكري المصمم على الطريقة الهتلرية حيث كان أنور السادات في بداية شبابه متأثرا بهتلر في طريقة لبسه وحركاته العسكرية ويقال بأن زوجته جيهان السادات حاولت جاهدة أقناعه بلبس القميص الواقي للرصاص تحت بدلته العسكريه كما كان يفعل فى كل سنه ولكنه رفض ذلك .
جلس الرئيس أنور السادات على منصة العرض مزهوا بمشاهدة قواته وهي تمر أمامه بالعربات المدرعة والآليات المختلفة وقبل أغتياله بحوالى نصف دقيقة مرت فى سماء العرض تشكيله من الطائرات العسكريــــة كانت تقوم بحركات أستعراضية جميلة دفعت كل من كان جالسا على مقاعد المتفرجين بما فيهم أنور السـادات وقادته وحرسه الخاص الى رفع أبصارهم الى السماء لمشاهدة ذلك العرض الرائع . وفي هذه اللحظة توقــفت احدى توقفت احدى عربات المدفعية أمام المنصة وعلى بعد حوالى 20 مترا ونزل منها الضابط خالد الأسلامبولي حيث لم لم يفطن به أحد ممن كانوا بالمنصة التى بها أنور السادات سوى أنور السادات الذي أعتقد أن الضابط المقبل ناحيته كان قادما للسلام عليه ولكن الضابط المذكور قام بالقاء قنبلة يدوية أنفجرت أثناء ارتطامها بحائط المنصة تلتها قنبلة أخرى القاها المدعو عطا طايل ثم تلتها قنبلة ثالثه أخرى ألقاها خالد الاسلامبولي لم تنفجر ثم ألقيت القنبلة الرابعة من عبدالحميد عبدالسلام أنفجرت في وسط الجالسين فكان مـن تأثير الانفجار المدوي الذي أحدثته القنابل اليدوية الثلاث أن أنقلبت الكراسي بمن كان عليها وسقط جميع من كان في منصة الرئاسة تحت كراسيهم لهول صوت الأنفجارات المتعاقبة . وأصيب بعض الحضور وكان أكبــر حطأ أرتكبه أنور السادات في حق نفسه وقوفه على قدميه أثناء هذا الهجوم الصاعق وكانت آخر كلمة تلفظ بها هي (( خونة)) قبل أن تلتقطه الرصاصات المنطلقة من الرشاش المنصوب على العربة المدرعة التى كان يقف فوقها المدعو حسين عباس فبمجرد أن رآه أطلق عليه زخات من ذلك الرشاش فسقط أنور السادات يتخبط فــي دمه .. وأجهز عليه خالد الاسلامبولي الذي كان قد وصل الى المنصة برشاشه . كما قام بقتل عدد من مساعدي أنور السادات وضيوفه هو ورفيقه ... ويقال أن العملية لم تستغرق سوى 40 ثانية فقط .
--------------------------------------------------------------------------------
ولد محمد أنور السادات بقرية ميت أبو الكوم التابعة لمحافظة المنوفية بمصر في 25 ديسمبر/ كانون الأول 1918 في أسرة ريفية كبيرة يصل تعداد أفرادها إلى 13، ولأب يعمل موظفا في أحد المستشفيات العسكرية. وبعد أن أكمل دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1938.
نشاطه السياسي
كان محمد أنور السادات سياسيا نشطا منذ شبابه، لذلك اعتقلته السلطات البريطانية مرتين بتهمة الاتصال بالألمان أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، وارتبط اسمه في تلك الفترة بعملية اغتيال السياسي المصري أمين عثمان عام 1946 بعد أن اتهمته الحركة الوطنية بالتعامل مع الإنجليز.
أكسبته تلك الأحداث شهرة فاختير من قبل مجموعة الضباط الأحرار التي قامت بثورة 23 يوليو/ تموز 1952 ليلقي بيانها الأول في الإذاعة المصرية والذي أعلن فيه إنهاء الحكم الملكي والتحول إلى الحكم الجمهوري.
بعد الثورة
تولى بعد نجاح الثورة عدة مناصب من أهمها منصب نائب رئيس الجمهورية في الفترة من 1964 - 1966، ثم اختاره الرئيس جمال عبد الناصر مرة أخرى للمنصب نفسه عام 1969.
رئيسا
وعقب وفاة عبد الناصر 1970 أصبح السادات ثالث رئيس لمصر بعد محمد نجيب وجمال عبد الناصر. وكانت أخطر القرارت التي اتخذها بعد عامين من توليه المنصب هو الاستعداد لخوض حرب مع إسرائيل الذي بدأه عام 1972 بإبعاد الخبراء العسكريين الروس الموجودين في الجيش المصري آنذاك.
حرب 1973
اتخذ قراراه التاريخي بالتنسيق مع الجبهة السورية بشن حرب مباغتة على إسرائيل أحرز من خلالها انتصارا عسكريا جزئيا في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 استرد به جزءا من شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
ولم تستطع مصر وةسوريا أن تحققا في حرب 1973 الانتصار الكبير الذي حلمت به الجماهير العربية لأسباب عديدة.
زيارة إسرائيل
ولم تكد تمر أربع سنوات على وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل حتى فاجأ السادات العالم عام 1977 بزيارته للقدس وإلقائه خطابا في الكنيست الإسرائيلي دعا فيه إلى السلام.
وكان رد الفعل العربي على تلك الخطوة قويا إذ لم يكن مهيأ بعد للجلوس مع الإسرائيليين وجها لوجه ناهيك عن توقيع معاهدة سلام معهم، لذا كان قرار المقاطعة العربية لمصر ونقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس. وانتهت المسيرة السلمية المصرية الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأميركية بالتوقيع على اتفاقية كامب ديفد في 26 مارس/ آذار 1979.
جائزة نوبل للسلام
وبينما كان السادات يتهم بالخيانة من قبل الدول العربية الرافضة لمساعي السلام المصرية الإسرائيلية، كان العالم الغربي يمنحه جائزة نوبل هو وشريكه في العملية السلمية مناحيم بيغن عام 1978