فى أواخر أيام الدولة الأيوبية صارت معظم الوظائف فى الحكومة والجيش فى ايدى طوائف من المماليك الذين اجتذبهم السلاطين الأيوبيين من مختلف أسواق النخاسة البيضاء بآسيا الصغرى والجنوب الشرقى من أوروبا فكانوا جميعا من الرقيق الأبيض. وتنقسم الدولة المملوكية فى مصر الى قسمين وهما دولة المماليك الأتراك أو البحرية الصالحية نسبة الى مؤسسها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، ودولة المماليك الجراكسة أو البرجية نسبة الى سكناهم بأبراج قلعة الجبل. واتسعت السلطنة المملوكية حتى شملت مصر والشام وامتاز عصر دولة المماليك الأتراك بشخصياته العظيمة وهم الذين هزموا دولة المغول الفارسية مرات عديدة وحالوا بينها وبين الاتصال بالقوى الصليبية الأوروبية، وهم الذين أخرجوا الصليبين من الشام والحوض الشرقى للبحر المتوسط. وكان آخر سلاطين تلك الدولة السلطان حاجى الذى خلعه عن العرش أمير كبير من أمراء طائفة المماليك الجراكسة وبهذا انتهت دولة المماليك الأتراك من مصر. ولم يؤدى تحول الحكم الى تغيير فى نظام الإدارة أو السياسة الداخلية أو الخارجية، وأكثر من هذا وذلك أن سلاطين دولة المماليك الجراكسة ظلوا كأسلافهم تماما. استمر حكم دولة المماليك الجراكسة حتى قيام الحرب بينهم وبين الدولة العثمانية فى الوقت الذى كانت تعانى فيه الدولة المملوكية بعض نتائج كشف البرتغاليين للطريق البحرى من أوروبا الى الهند فقلت التجارة الواسعة التى كانت تغدق على الدولة ثروات ضخمة طائلة.