دعوة للسعادة هل تقبل هذة الدعوة

بدايه أود أن من يقرأ موضوعى أن يقرأه كاملا وقبل أن يجيب أن يفكر مرات ومرات بما هو موجود فى الموضوع

أنا أدعوا كل عضو لكى نقرأ معا بعض الآيات من القرآن الكريم وأرجو منك ومن كل عضو سيقرأ تلك الآيات أن يفكر فى معناها و إذا لم يستطع ن يصل لمعناها فليبحث فى كتب الفسير عن تفسير تلك الآيات

تلك الآيات بكل بساطه تخبرنا بأن ما نعانيه من مشاكل فى كل شئ فى حياتنا ليس سوى من عمل إيدينا نحن ( أى كل فرد من أفراد المجتمع ) ، فنحن من خرجنا عن المنهج الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى ، ولا أعتقد أن أحد يختلف معى فى أننا أنحرفنا تمام الأنحراف عن المنهج والطريق الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى لنصل إلى السعادة فى الدنيا والآخرة ، وبما أننا أنحرفنا عن المنهج الذى وضعه الله سبحانه وتعالى لنا بأننا لا نتبع ما أمرنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولم ننتهى عما نهانا عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فما نعانيه من مشكلات نعانى منها جميعا ما هو إلا رسالة تحذير من الله سبحانه وتعالى لنا بأننا أنحرفنا عن المنهج السليم وأتبعنا أهوائنا ، والله سبحانه وتعالى لم يوضح لنا سبب ما نحن فيه فقط بل وضع لنا طريق العلاج الذى لا يوجد علاج لما نعانيه من مشكلات إلا بإتباع ذلك العلاج الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى

وأنا هنا أتوجه بالسؤال لنا جميعا ، أم آن الآوان أن نتبع العلاج الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى فى محكم كتابه لنتخلص من كل تلك المشكلات التى نعانى منها ، أم لا زالنا سنجادل وندعى أننا لدينا الحلول لتلك المشكلات التى نعانى منها ونتكاسل عن تنفيذ العلاج الشافى لكافة مشكلاتنا الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى

قال تعالى :

وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ

(112 النحل )

قال الله تعالى :

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
( الروم:41)

قال تعالى :

وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ

(30 الشورى )

قال الله تعالى

ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

(53 الأنفال)

قال الله تعالى
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))

[الرعد:11]

وهذه سنة الله تعالى في خلقه، فإنه سبحانه ما ينزل عليهم بلاءً إلا بمعصية، ولا يرفعه عنهم إلا بتوبة.

والآن بعد أن قرأنا تلك الآيات من القرآن الكريم هل عرفنا سبب ما نحن فيه من مشكلات وكيفيه العلاج

هل أستخلصنا من تلك الآيات أن ما نحن فيه من مشكلات هو مما عملته أيدينا من ذنوب عندما خالفنا المنهج الذى وضعه الله سبحانه وتعالى لعباده

والسؤال الذى يجب أن يسأله كل منا لنفسه ما هو كم الذنوب والمعاصى الذى نرتكبها يوميا فى حياتنا اليوميه

ولنتأمل فى القرآن الكريم الأمثله التى ضربها لنا الله سبحانه وتعالى عن كل تلك الأمم التى عاقبها الله سبحانه وتعالى عندما خالفوا منهج الله ، ولنتفكر أليست كل تلك الذنوب والمعاصى التى عاقب بها الله سبحانه وتعالى تلك الأمم قد تفشت فى مجتمعاتنا الاسلامية ، والسؤال الذى يجب أن يسأله كل منا لنفسه لماذا لم نعاقب عن تلك الذنوب والمعاصى وعن مخالفتنا لمنهج الله سبحانه وتعالى ، وأجابه هذا السؤال أننا أمة خير أهل الأرض أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى

وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

(33 الأنفال )

نحن للأسف غافلون ونرتكب الكثير من الذنوب والمعاصى التى عاقب الله سبحانه وتعالى بها الأمم السابقة التى ذكرت أمثلتها فى القرآن الكريم لكى نتفكر ونأخذ العبرة من قصصهم ، ولكننا للأسف لم نتفكر ولم نأخذ العبرة والعظة مما أنزله الله سبحانه وتعالى من عذاب عندما خالفوا منهج الله سبحانه وتعالى

ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده الذين هم أمة أهل خير الأرض أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه لم يعاقبنا عن غفلتنا وعن ذنوبنا ومعاصينا التى ترتكبها أيدينا كل يوم بل كل ثانيه كما عوقبت الأمم التى أنحرفت عن منهج الله سبحانه وتعالى ، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوقظنا من غفلتنا وأراد أن يحذرنا وينبهنا أننا أنحرفنا عن المنهج والطريق الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى لنسعد فى الدنيا وفى الآخرة ، و لاسبيل لكى نتخلص من كل تلك المشكلات التى تنغص علينا حياتنا اليوميه سوى بالعوده للمنهج الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى وذلك بأن نتبع ما أمرنا به و ننتهى عن ما نهانا عنه وكى يتحقق ذلك التغيير فى المجتمع يب أن نتغير نحن من داخلنا ومن أنفسنا أولا بأن نكون مؤمنين بالله سبحانه وتعالى عملا وليس قولا ، وعندما يتحقق ذلك سنجد أن حياتنا تغيرت للأفضل وأن الله نصرنا فى كل موقف نحتاج فيه الى النصر سواء فى الحرب على أعداء الأسلام أو فيما نواجه من مشاكل يومية تنغص علينا حياتنا

قال الله تعالى

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

(7)

والآن بعد كل ما سبق فلنقرأ ما سبق مره أخرى ونتفكر فيه مرات ومرات ونسأل أنفسنا ماذا نحن فاعلون هل نتبع العلاج الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى فنتخلص من كافة مشكلاتنا ، أم أننا نتبع الحلول الأخرى التى يأتى بها البشر كل على حسب هواه

الخيار والعلاج لما نحن فيه من مشكلات بيدنا نحن بأن نتبع المنهج الذى وضعه لنا الله سبحانه وتعالى بأن نفعل بما أمرنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وننتهى عن ما نهانا عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكى نحصل على السعادة فى الدنيا وفى الآخره

فكما قال الله تعالى

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

(24الأنفال)

والآيه السابقة توضح أن دون الرجوع إلى منهج الله سبحانه وتعالى الذى أنحرفنا عنه لن نستطيع أبدا أن نصل إلى السعادة التى نبتغيها فى الدنيا والأخرة ، وذلك لأن السبيل لأن نسعد فى الدنيا وفى الآخرة هو أن نتبع منهج الله

فما نحن فيه من شقاء يتمثل فى أننا لدينا طريقين لنصل إلى هدفنا فى الحياه

(1) الطريق الأول أن نتبع منهج الله سبحانه وتعالى وبالتالى

فكما قال الله تعالى

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

(97 النحل)

(2) الطريق الثانى هو ألا نتبع منهج الله سبحانه وتعالى وبالتالى

فكما قال الله تعالى

وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

(124 طه )

فماذا نحن فاعلون هل سنعود إلى منهج الله سبحانه وتعالى الذى وضعه لنا فنسعد فى الدنيا والآخرة ، أم أننا سنتسمر فى مخالفتنا لمنهج الله فتزداد أحوالنا سوء أكثر فأكثر ؟

وجزاكم الله خيرا