گلمتنا
المعجزات الإلهية
لم يبن الدين الاسلامي الحنيف علي المعجزات الحسية كغيره من الاديان ولكنه لم يخل تماما منها ، فالاسراء والمعراج تلك الرحلة الالهية التي اعدت لسيد البشرية محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم وما صاحبها من احداث خارقة وكذلك الهجرة النبوية الشريفة التي امتازت بما لم تمتاز به رحلة بشرية علي ظاهر هذه البسيطة ، الي ذلك زد وقائع اولي المعارك بين الايمان والكفر في موقعة بدر الكبري التي انتصر فيها المسلمون وهم قلة علي الكقار علي كثرة عددهم وقوة عدتهم وذلك بفضل قوة ملائكية خفية ارهبت الكفار وقد كانت من عند الله المنتقم الجبار ، كل هذه وغيرها من معجزات حسية صاحبت عصر النبوة وقد كانت بمثابة علامات ودلالات قوية لمن آمنوا بسيد الخلق في اشد ايام الاسلام صعوبة ، وما كانت الا ليزدادوا بها ايمانا علي ايمانهم ولكنها لم تكن كمعجزات حسية صاحبت فترات الرسل الكرام السابقة للرسالة المحمدية كبرهان للناس في ذلك الزمان والاوان ليؤمنوا بربهم خالق كل شيء واليه يرد كل شيء ، معجزات الاسلام اختصرها رب العزة في القرآن الكريم المعجزة الكبري ، هذا الكتاب العظيم يخاطب العقول لا العواطف بما يحوي ويجمع من حقائق مذهلة اعترف بها ولا زال يعترف كبار العلماء في مختلف ضروب العلوم ممن لم يؤمنوا بالاسلام دينا خاتما ، فقد وجدوا في المعجزة الاسلامية الكبري كل المعادلات الحسابية والعلمية والفلكية وغيرها من العلوم الانسانية المعاصرة ومنهم من آمن ومنهم من لم يؤمن ولم يتبين المعاني الكبيرة في القرآن الكريم المعجزة وما ورد فيه من آيات حاسمة وقاطعة ومؤكدة تنبيء بكل الحقائق العلمية المكتشفة بل وتشير الي ما يتوصل اليه لاحقا في رحلة الاستكشاف الانسانية العلمية بفضل من عند عليم مقتدر . كانت تلك مقدمة وليست مقارنة معدومة وقد هممنا بالتعليق علي حدث جلل وعظيم ونبأ كبير انفردت به «اخبار اليوم» انفرادا تأمل به ان تحل عليها بركات السموات والارض وقد عمدت للترويج لقصة حسبتها معجزة الهية وهي كذلك ، قصة الطفل الذي وُلد بقرية العمارة دقلة بريفي سنجة وعلي رأسه مختومة عبارة الشهادة « لا إله الا الله محمد رسول الله » وفي هذه الكلمات المقدسة والتي يرددها كل مسلم تكمن عظمة الخالق جلّ وعلا في رسمه الجميل للشهادة المفضي ترديدها للدخول في دين الاسلام الخاتم ، فالمشرك قبل المسلم في اي مكان واي زمان يعلم ازلية هذه العبارة المقدسة واقترانها بالاسلام منذ عصر النبوة والتنزيل وهي من قبل ومن بعد من اركان الاسلام الخمسة ، ففي وجودها مختومة في رأس هذا الطفل اشارة عظيمة لكل من يلقي بسمعه ونظره وهو شهيد والخاسر فيها من لا يتعظ ولا يعتبر ، وثمة امر اعجازي اخر لفت نظر الطبيب الذي اشرف علي ولادة هذا الطفل المبارك باذن الله ، فقد قال الطبيب ان ولادة هذا الطفل كانت حتي اخر لحظات حمله مقررة طبيعيا ولكن ولشيء ما انقلب وضع الطفل داخل الرحم رأسا علي عقب وصعب طبيا استعداله وما كان من مناص سوي اجراء عملية قيصرية لوالدته الكريمة ، وهنا قال الطبيب كأن بالطفل ورأسه مختومة عليه العبارة المقدسة « لا إله الا الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم آثر رب العزة الا يخرج للدنيا عبر مجري البول وفي هذه لن نفتي وقد يقول قائل متشكك بانها ليس المرة الاولي ، وله نعيد قول احد العلماء الذين استطلعتهم « اخبار اليوم» حول قصة الطفل وقد كان ملهما حين قال ما معناه ان رب العزة الذي صور الجنين داخل الرحم وخلقه في احسن تقويم لن يعجزه بان يصاحب ابداعه الخلقي المعلوم بمثل هذه الوقائع البسيطة علي القدرة الالهية والتي يعجز الانسان من الايتاء بها ومهما اوتي بالعلم حيلة وقدرة ، والاحتفاء بمثل هذه الوقائع ضرورة لكونها حمّالة الاشارات الدالة علي عظمة الخالق وديننا الحنيف في زمن يكثر فيه حمالوا الحطب لحرق الاسلام الدين الغالب ولو ابي الحمّالون ، فعملية خلق الجنين من العمليات الدقيقة التي لن يستطيع انسان فعلها وان نجح فلّحق واستنسخ ، والجنين داخل الرحم لا يستطيع كائن من كان الا الخالق عزّ وجل في ان يفعل فيه ما يشاء دعك من ان يختم علي رأسه عبارة الشهادة وهو قادر علي حفظها في ليل بيهم في واجهة السماء الزرقاء الصافية ليؤمن من لم يؤمن ، ولكن ولحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالي لم يجعل المعجزات الحسية مدخلا اساسيا للاسلام بالدين الخاتم في الرسالة المحمدية الخالدة وقد اوجدها سبحانه وتعالي بمقدار وبكيفية فيها اختبار علي قوة الايمان ، ذلك ان حتي المعجزات الحسية التي صاحبت عصر النبوة والتنزيل والسيرة المحمدية مما ذكرنا ومما لم نذكر وقد اردنا المثال لا الحصر ، هذه المعجزات قدر رب العزة ان تكون حمّالة اوجه ليتشكك المتشككون او ليزداد ايمانا المؤمنون كما ازداد في واقعة الاسراء والمعراج سيدنا ابوبكر ايمانا حتي سماه النبي بالصديق ودونه من تشكك وازداد كفرا وضلالا ومن يؤمن حقا بالله ورسوله لن يعجب دعك من ان يتشكك في قدرته جلت وعلت في الايتاء بالمعجزات وقد مكن سبحانه وتعالي البشر في العصر الحالي من صنع معجزات حسية لو حُدث بها الناس في زمان غير زماننا لما صدقوها ، ذلك ان لم يسفهوا الحديث عنها ، وكما اوردنا في طي هذه الكلمات ان الله تعالي خالق كل شيء واليه يرد كل شيء ، لقد وجدنا في واقعة الطفل ما نذكر به كل غافل عن عظمة الخالق ومن قبل المؤمنين ، وحمدنا الله كثيرا وقد تناقلت مختلف وسائل اعلام الدنيا هذا النبأ العظيم الذي تشرفنا بالانفراد بنشره علي الناس واملنا عظيم في ان تكون له انعكاسات طيبة وخيرة علي الاسلام ، فالتأمل في وجود هذه العبارة مختومة علي رأس طفل خارج للتو من رحم والدته ممن لم يتأملوا من قبل يحقق مكاسب عظيمة تتجاوز مفاهيم بعض البسطاء للتعامل بسطحية مع الحادث وحصر المعجزة الالهية في ولدان ما زال في مهده الاول ونكرر باننا حين ما اشرنا في مفتتح هذا الكلم الطيب المرتبط بعبارة الشهادة اول اركان الاسلام الي معجزات حسية في عصر التنزيل والنبوة المحمدية لم نرم الي عقد مقارنة بالقطع معدومة ولكننا اردنا التذكير بان الاسلام وان لم يقم علي الاقناع باعتناقه بالمعجزات الحسية كالرسالات السابقة والتي جبها الا ان عدداً من المعجزات الحسية قد صاحبت عصره الاول واصبحت عظة وعبرة ولكن تبقي المعجزة الكبري الماضية في الناس الي يوم يبعثون هي في القرآن الكريم الذي يضج بمعجزات بما تنوء بحمله كل كتب الدنا ، انها دعوة للتأمل والتفكر والتدبر والسعي لاستغلال اي واقعة لنشر دعوة الاسلام دون اكراه .
والله من وراء القصد