فلسطين ...
ما بالكِ حزينةً ...
أسمعُ نجواكِ وصدى آهاتكِ تجوبُ الشوارع
تخترقُ الحارات...
فلسطين...
كنت ولا زلتِ...نورًا يُضيء دروب شبابنا
يُقدم الحبَ للطفلٍ الصغير...
يحنو على الشيخ الكبير..
كنتِ ولا زلتِ
حانيةً عظيمةً ..
رغم المحن وقسوة البلاء..
كنتِ شامخةً ..
شموخ الأوفياء
والعظماء...
كنتِ عزيزةً صابرةً ..
برغم لحظاتِ الفقرِ
ومحاولات الفناء..
كنتِ قويةً ..
صلبةً
تكرهين الذل
تنبذين الرياء...
فأمهليني حبيبتي ...
وقتًا قصيرًا ..
لأرنو قليلاً إلى شاطئيكِ..
وأُلقي عليكِ قصائدَ
حبٍ بنكهةِ سكر..
آلا فامهليني وقتًا قصيرًا...
لأغفو قليلاً على ركبتيكِ..
وألقي عليكِ شعرًا مبعثر...
كله دفء ومسك وعنبر..
فلسطين...
يوم أن غادتُك..
ذقتُ المرَ وأصبح عمري أغبر..
أجوب المخيم لأبحث عن لقمةَ
عزٍ بحقٍ وضعي أصبح من الفقرِ
أفقرْ..
لستُ حبيبتي أتجنى على غربتي..
وإن كانت قاسيةً ولها طعم العلقم...
إن للشعراء فلسفةٌ وفكرٌ ..
أنّ لآخرين أن يفقهوه...!!
حبيبتي ...
إني لأجلكِ أصبر..
وحتمًا سنعود
تحت ظل الصنوبر..
وعلى جبل المكبر..
سيعود جدي ليكبر..
هاتفًا الله أكبر...
فلسطين..
أنت الحاضر والوجدان..
أنتِ الماضي وعراقة الإنسان..
أنتِ المستقبل
ولأجلك يهون الصعب
ويفنى الفناء...
فلسطين..
أنتِ بلدٌ كله إحساس..
فيكِ جندٌ دومًا لكِ حراس..
ولهذا لن تُهزمي وستعودي شامخةً
مرفوعة الرأس