التهابات الجيوب الأنفية

التهابات الجيوب الأنفية



تنتشر التهابات الجيوب الأنفية انتشارا واسعا على مستوى العالم أجمع خاصة فى البلدان الفقيرة والمزدحمة بالعالم حيث الشتاء القارس والجو البارد المتقلب والفقر والجوع والأوبئة التى تقود كلها الى خفض مناعة الجسم ومنها الجيوب الأنفية وجعلها عرضة وفريسة للجراثيم التى تسبب التهابات الجيوب الأنفية.
وتعتبر التهابات الجيوب الأنفية من أكثر الأمراض انتشارا لدى الانسان، ولا عجب فى ذلك حيث يعبر الأنف والجيوب الأنفية يوميا آلاف اللترات من الهواء الملوث والمحمل بملايين الجراثيم المختلفة . كما أنها كواجهة خارجية تتعرض على مدار 24 ساعة للتغيرات الجوية والهوائية الباردة منها والساخنة والقاتلة والمنعشة ، إذا فلا عجب أنها أكثر الأمراض انتشارا لدى الانسان مؤثرة على صحته وصفاء حياته ومزاجه فى حله وترحاله، مكونة تحديا لكل المسؤولين عن الرعاية الصحية ومكلفة الدول بلايين الدولارات تصرف للعلاج بجميع أنواعه وما يترتب على ذلك من رعاية للمريض وأسرته.
وهناك نوعان من الالتهابات :
1- التهابا ت الجيوب الأنفية الحاد (التهاب يدوم لأكثر من 4أسابيع ) .
2 والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة (التهاب يدوم لأكثر من 12 أسبوعا ) .
وهناك ثلاثة أنواع من الالتهابات (حسب الجراثيم المسببة ) :
أ- الالتها ب الفيروسى وعادة ما يكون التهابا حادا وهو الأكثرانتشارا (أكثر من90 بالمائة) .
ب- الالتهاب الجرثومى ويمكن أن يكون حادا ومزمنا ، ويبدأ عادة كالتهاب حاد ونتيجة لأسباب كثيرة يتطورالى التها ب مزمن .
ج- الالتهاب الفطرى: الذى بدأ أخيرا يزداد (نتيجة لانتشار أمراض وأدوية تخفض مناعة الجسم ) .
ولفهم المشكلة بوضوح علينا أن نعرف أن كل إنسان لديه على كل جانب من الأنف جيب أنفى وجنى وآخر صفيحى ، إضافة الى ذلك فكل انسان لديه جيب أنفى جبينى وجيب أنفى تحت الغدة النخامية واحد, كل هذه الجيوب مغطاة بغشاء مخاطى ناعم يفرز ما نسميه المخاط الذى يمكن أن يصل الى لتر واحد أو أكثر في اليوم ، يصب عبر قناه صغيرة ضيقة فى الأنف وينتقل هذا المخاط عبر الأنف الى خلف الأنف ثم البلعوم الأنفى ثم البلعوم ثم المرئ ثم المعدة . إذا هو هذا السائل الذى يغسل ويرطب دوما هذه الأماكن المذكورة بحيث لا تجف ولا تلتهب وتسهل عملية البلع والكلام دون أن نشعر أو نعرف أو نساهم فى كل هذه العملية المعقدة ـ سبحان الله تجلت عظمته فى كل مكان - فلله الشكر والمنة.
- يملأ الجيوب الأنفية عادة هواء - نفس الهواء الخارجى - ويحكم الجيوب الأنفية ضغط يعادل الضغط الخارجى - اي خلل فى هذه المعادلات المذكورة - وهذا ما ينشأ أثناء عملية الالتهاب ويسبب مشاكل والتهابات فى الجيوب الأنفية .
ما عوارض التهابات الجيوب ؟
- فى حالة الالتهابات الحادة :
- غلق في الأنف . - ارتفاع فى درجة الحرارة .
- إفرازمائى - مخاطى - ثم صديدى بعد الأسبوع الأول من الالتهاب الفيروسى .
- صداع قوي . - كحة مع بلغم . - آلام فى الجسم ككل وخمول وقلة شهية .
ب- فى حالة الالتهابات المزمنة:
- إفرازصديدى من الأنف - كحة قوية رطبة مع بلغم كثيف .
- حرارة خفيفة (37.5-39 ) .
- استمرار الالتهاب دون انقطاع الى أسابيع طويلة .
- صداع قوي ومستمر.
- آلام فى منطقة الجيوب حين الضغط عليها .
- بداية ظهور مضاعفات منطلقة من الجيوب الأنفية وربما تكون مهددة لحياه المريض .
كيف يتم التشخيص ؟
- عادة مايكفى السماع لقصة المرض وتطوره.
- ثم الكشف على المريض خاصة على الأنف والجيوب الأنفية خاصة بالمنظار الدقيق .
- صورأشعة للجيوب الأنفية عند الضرورة خاصة عند ظهور مضاعفات .
إذا ما العلاج؟ :
أولا: العلاج الدوائى:

1- للالتهاب الحاد (الفيروسى)
- أدوية مساعدة ومهدئة وملطفة مثل :
- قطرات للأنف .
- خافض للحرارة .
- ملطفة للآلام.
- فيتامينات خاصة فيتامين ج .
- التغذية الجيدة والاكثار من السوائل الدافئة .
- لا مضاد حيوى .
2- إذا طالت فترة المرض على ( 7 أيام ) وبدأ الافراز الأنفى يتلون ( أصفر أو أخضر ) فهنا علينا أن نعطى المريض :
أ- مضادا حيوىا مناسبا (التهاب حاد جرثومى) .
ب- شراب مدر للكحة .
ج- أخذ حمامات بخارية .
د- البحث عن سبب لهذا التطور الخطير ( أنظر الأسباب ) .
ثانيا: العلاج الجراحى:
فى حالة نفاد فعالية العلاج الدوائى أو أن يكون الجراحى مساندا ومساعدا للعلاج الدوائى-يستعان بالعلاج الجراحى متزامنا مع الدوائى أو بعد زوال الالتهابات - مثلا:
1- تقويم الحاجز الانفى 2- إزالة اللحميات ألأنفية 3- عملية الجيوب الأنفية بالمناظير 4- وغيره من العمليات اللازمة.
ما الأسباب التى تقود الى إطالة مدة الاصابة أو التحول الى التهاب مزمن ؟
وهى كثيرة نذ كرأهمها :
- ضعف الجسم العام وسوء التغذية.
- عدم أخذ الأدوية الفعالة أو المناسبة .
- عدم الالتزام بأخذ الأدوية فى أوقاتها حسب تعليمات الطبيب المعالج.
- وجود ضيق بالأنف يمنع التنفس الطبيعى ويمنع تهوية وتفضية الجيوب الأنفية بصفة طبيعية مثل :
- وجود لحميات عنقودية .
- تضخم في الغضاريف الأنفية .
- إعوجاج في الحاجز الأنفى .
- أمراض وراثية كثيرة .
- الاصابة بحساسية الأنف والجيوب الأنفية ( كما وضحنا فى مقالاتنا السابقة عن الحساسية) .
- التلوث الجوى وهو مع الأسف ظاهرة حضارية كثيرة الانتشار وعالمية.
- التدخين