بلاتعصب... مسابقة عشوائية

استحداث مسابقة كروية جديدة لا يحتاج إلي قرار فردي من رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة أو ثنائي يضم الرئيس والمدير الفني للاتحاد.. ولا يمكن أن نصحو بين عشية وضحاها لنجد مسابقة علي الساحة دون أن تكون هناك الاستعدادات الكافية لنجاحها.. صحيح إذا أفلح من اقترح سيكون لدينا منتخب أولمبي قوي قادر علي اللعب في البطولات الدولية والإقليمية والقارية.. لكن أحداً لم يسأل نفسه.. هل استمع الاتحاد إلي آراء الأندية المشاركة في الدوري العام؟.. وهل تملك هذه الأندية العون المادي الذي يؤهلها للاستعانة بلاعبين في هذا الدوري ويصرفون المكافآت للاعبين والمدربين وكذلك المرتبات؟.. إذا كانت هذه الأندية لا تملك شيئاً تقدمه لفرق الدرجة الأولي وتحدث مشاكل بينها وبين لاعبيها بسبب الرواتب والمكافآت.. فهل تتحمل فوق طاقتها؟ أم أن فرقها الأولي ستكون كلها أقل من 23 عاماً وبالتالي يتعرض اللاعبون للإجهاد وعدم القدرة علي الوفاء بالتزامات المسابقتين.
أظن أن هذه المسابقة والمطالبة بإقامتها تذكرني بتنظيم عملية الاحتراف بعد كأس العالم 1990 في إيطاليا بشكل عشوائي ودون دراسة.. فبدت اللوائح مترهلة من البداية وزادت ترهلاً مع مرور الأيام والسنين وحدثت مشاكل كثيرة جداً بين اللاعبين والأندية.. وبين الأندية وبعضها البعض ومازال الناس في طور الفهم لهذا النظام حتي الآن.. فهم لا يقبلون أن ينتقل لاعب من الأهلي إلي الزمالك أو العكس.. أو من الإسماعيلي إلي الأهلي أو أي ناد آخر لأن عقلية الهواة مازالت تسيطر علي الجميع بدليل أن الأندية صار فيها لاعبون محترفون يديرهم أشخاص هواة في مجالس الإدارات أي متطوعين.
لا مانع أبداً من إقامة مثل هذه المسابقة ولكن بعد دراسة ومناقشة مع الأندية ولجنة الحكام ولجنة المسابقات لأن ما نراه ونسمعه كل يوم عما يحدث في ملاعبنا يشيب له الولدان.. وكفانا قرارات متسرعة.
الحدق يفهم:
في العجلة الندامة.