اسجد لربك شاكرا
قُـم للنوافـل والـدمـوعُ تسـيـلُ
فالكـل حتمـا يالبـيـب يــزول
وأسجـد لربـك شاكـرا نعمـائـهِ
إذ كـان أهـداك النجـاة رسـولُ
محمـدٌ أحمـدٌ المَحمـودُ طلعتـهُ
للجهـل والضلـم الرهيـب تزيـل
عَجزَ القُريض بـأن يوفـي قَََـدرهُ
في كلِ مـا قالـوا ومـا سيقولـوا
عُذراً أبـا الزهـراء أنـي عاجـزٌ
فالمـدحِ دون الوصـفِ والتبجيـلُ
لكـن حُبـاً جـارفـاً متلاطـمـاً
مـلأ الجـوارح فيضـهُ فيسـيـلُ
أنت الحبيبُ ومـن حَبيـبٌ غيـرهُ
لله جـلَّ عُــلاه أنــت خلـيـلُ
أنتَ الشفيـعُ ومـن شفيـعٌ غيـرهُ
فهو الشفيـع المُرتجـى المأمـولُ
ما كان للصديـق لـولاكَ صِدقـهُ
وعلـي علمـهُ مِنـكَ والتـأويـلُ
ولا كانَ للفـاروق عـدلٌ وحكمـةٌ
نوراً لذي النوريـن منـكَ وأكليـلُ
ولا كانَ للعـرب الأبـاة حضـارةً
جيـلٌ يكمـلُ مـا بـنـاهُ جـيـلُ
من كانَ قبلـكَ فـي ضيافـةِ ربـهِ
ركبَ البُـراق أتـى بـهِ جبريـلُ
وصلا إلـى حـد السُديـرةِ قائـلاً
حـدي تـقـدم فالمـقـامُ جلـيـلُ
ألقى السلام علـى السـلام مُسلمـاً
فتنـاغـم الترحـيـب والتهلـيـلُ
قد خَصكَ المولـى بخيـر شريعـةٍ
قـرآن فـيـهِ لخلـقـهِ تفصـيـلُ
حَـوتْ الشرائـع كُلهـا مــن آدمٍ
ما قالَ موسـى وسطـر الأنجيـلُ
قُـرآن رَبِــكَ فُصـلـت آيـاتـهُ
إعجـاز زيـنَ لفـظـهُ الترتـيـلُ
عَجباً تَقولُ الجـن حيـنَ سماعِـهِ
فـإذا بأربـاب العقـولِ ذهــولُ
طه وما نطقت شفاهكَ عـن هـوى
وحـي أتــاك مُـنـزلٌ تنـزيـلُ
يومـاً تقـولُ ألأنبـيـاء لربـهـا
نفسـي وتهتـف أمتـي وتـقـولُ
اللهُ أكبـر أطلقـت فــي مُلـكـهِ
دَّوت فــردد شامـهـا والنـيـلُ
حَملوا لـواء الديـن فتيـة آمنـوا
فوق المذاكي الجامحـاتِ وصالـوا
ضَبحت خيـول المُسلميـن بمؤتـةَ
فالقـدحُ بَـرقٌ والرعيـدُ صهيـلُ
داست سنابُكهـا رؤوس علوجهـم
فتسـابـقَ التسلـيـمُ والتقـتـيـلُ
والنقعُ في وجه العُتـاة عواصـفٌ
والسيـفُ قـرعٌ مُفـزعٌ وصليـلُ
فإذا الجموع على الجموع رواكـمٌ
في بطن وديـان الوغـى وفلـولُ
رمزُ الفـداء ورايـةٌ فـي عضـدهِ
قاد الجمـوع وهـل لـذاكَ مَثيـلُ
أمـا الـذي أدى الشهـادةَ سـالـمٌ
قد نالَ حُسنى في الهـدى وقبـولُ
ملأوا بلاد الشرق والغربِ رحمـةً
فالعلـمُ هَـديٌ والجهـول جهـولُ
يا مادحَ الحُكـام جـاوزت المـدى
قُرعـت بمدحـكَ لِلنفـاق طبـولُ
لو كان مدحُكَ في الحبيب المصطفى
لبلغـتَ هامـات العُلـى وتـنـولُ
شَرف المعالي حبُ أحمـدَ والتقـى
قد فازَ قلـبٌ فـي هـواهُ شَغـولُ
طـب القلـوب لكـلِ داءٍ مُعضـلٍ
وشفـى بذكـره هائمـا وعلـيـل
قد ظـلَّ مـن لـم يتخـذكَ إمامـهُ
وكتـابـه ومـنــاره ودلـيــل
وغزتنـا أفكـار الئـام غـزيـرةٌ
والكُـلُ مُدعـيـاً إلـيـهِ يمـيـلُ
فغرقنا في بحـر الذنـوب عظيمـةً
فأمدد لنـا حبـلُ النجـاةِ وصـولُ
همَ موضعانِ وليـسَ ثالـثَ بينهـم
فأنظـر لأي الموضعيـن تــؤولُ
نارٌ من الحَجـرِ الأصـمِ وقودهـا
أو جَنـةٌ فيهـا المـقـامُ جمـيـلُ
والنـارُ دَركـاتٌ جهنـمَ واللظـى
وشَرابُهـا المُهـلِ وفيهـا الـويـلُ
وجنـانُ رَبُـكَ قُسمـت درجاتهـا
فيهـا المزيـد وكوثـرٌ معـسـولُ
والحورُ فيها بدورُ حسـنٍ أشرقـت
وقطوفـهـا للطالبـيـن تـمـيـلُ
عِشْ ما تَعش فالعمرُ غفـوةَ ساهـرٍ
مهما أستطـالَ العمـرُ فهـو قليـلُ
لـم يخلـق الثقـلان إلا ليعـبـدوا
إربء بنفسـكَ فالحسـابُ ثقـيـلُ
وصلاة رَبي على الرسـولِ وآلـهِ
ما لاحَ فـي أُفـق الَسمـا قِنديـلُ